هذه المقالة هي أحد فقرات الفصل الثاني  من دليل إرشادي أعده استثمار المستقبل عن تأسيس أوقاف راسخة للاطلاع على محتويات الدليل كاملة وتنزيله PDF اضغط هنا

تتنوع الأصول التي يمكن وقفها تنوعاً كبيراً، وقد تكون المنفعة بعين الوقف، كمن وقف بئراً يشرب الناس منه أو حليّاً تستعيره العروس لزفافها، أو قد يكون الانتفاع من ريعه، كمن وقف عقاراً يشترى من ريعه طعامٌ للفقراء.

وسنستعرض فيما يأتي بعض الأصول التي يمكن وقفها:

  • المساجد: كالجوامع، ومصليات الطرق، والمصليات المتنقلة.
  • العقارات: كالأراضي، والدور، والمزارع، والفنادق، والمحال التجارية.
  • المرافق: كالمستشفيات، والمدارس، والمصانع، والطرق، والجسور، والمقابر، والترع، والملاجئ، واستراحات المسافرين، ودورات المياه، ومغاسل الموتى، والحدائق، والمكتبات العامة، والملاعب، والمراكز الثقافية.
  • الأصول المالية: كالعملات النقدية، والأسهم، والمحافظ الاستثمارية، والحلي.
  • العلم: كالكتب، والمواد المرئية أو المسموعة، والأبحاث، وبراءات الاختراع، والعلامات المسجلة، والوسائل الإرشادية، والمواقع الإلكترونية، وقواعد البيانات.
  • الأدوات: كالأسلحة، والأدوات الصناعية، والبرامج التقنية، وأدوات التعليم، والأجهزة الطبية، والمركبات.
  • الموارد الطبيعية: كالمناجم، والمحاجر، وآبار النفط، والكسارات، والغابات، والمراعي، والعيون، والآبار.
  • الثروة الحيوانية والنباتية: كالخيل، والإبل، والبقر، والغنم، والبذور المطورة، والفسائل، والأنسجة النباتية، والمنتجات النباتية المصدقة.

استدامة الأصل الموقوف:

يتمنى الواقف أن تبقى أوقافه لأطول مدة ممكنة، ومما يعين على ذلك:

  • اختيار أصول عمرها الافتراضي طويل: فعمر «دار» عادة ما يكون أطول من عمر «سيارة»، وعادة ما تكون دار وُقفت في مكة أو المدينة أبقى من غيرها، والطرق والسدود أطول عمراً من الأدوات الصناعية وهكذا.
  • صيانة الوقف: من المهم أن يضع الواقف آلية لصيانة الوقف وتجديده، حتى يستمر إنتاجه.
  • الاستثمار والإحلال: من الحكمة أن يُحدد الواقف نسبة من الريع تستثمر لصالح الوقف؛ مما ينمي الأصل ويعين على استبداله وإحلال أصول بدل عنه لو استهلك أو تعطل.
  • التوثيق الشرعي الصحيح للوقف: التفريط في التوثيق الصحيح للوقف قد يعرضه للتعدي، أو الضياع أو سوء الإدارة، وكذلك التضييق على النظار في صك الوقفية قد يقود لتعطل الوقف، ومثله التوسع غير المنضبط.
  • اختيار نظار أكفاء: للناظر دور كبير في حماية الوقف وصيانته وتنميته، واختيـــــــار ناظـــــــر يتسم بالقوة والأمانة خير عون لاستدامة الأصل.
  • وضع نظام مناسب للنظارة: يحتاج الواقف لوضع آلية تشجع النظار الأكفاء على الاستمرار في إدارة الوقف، وتنظم عملية استخلافهم، وعزل غير المناسب منهم.
  • اختيار أصول تسهل إدارتها: بعض الأصول إدارتها تحتاج لخبرات خاصة قد لا يتقنها إلا قلة من الناس، وهذه السمة تجعل الوقف معرّضاً للزوال في حال لم تتوافر هذه الخبرات.
  • اختيار أصول آمنة: من الحكمة اختيار أصول ذات مخاطر معقولة، أو تصميم مزيج استثماري يراعي الاحتياط والأمان.
  • التأمين التكافلي: من الاحتياطات الجيدة -خصوصاً إذا كان مجال استثمار الوقف فيه نوع من أنواع المخاطر-؛ أن يشترك الوقف في أحد أشكال التأمين التكافلي الشرعية.
  • النية الحسنة: لا يقبل الله من الأعمال إلا ما كان خالصاً صواباً، ومن سننه تعالى أن الجزاء من جنس العمل؛ فكلما كانت النية أخلص، والطمع بما عند الله أعظم، كانت بركته أكبر وأوسع.
  • التوكل على الله: من توكل على الله كفاه، ويحصل التوكل بالشعور بالافتقار إلى الله، واستشعار أنه هو القادر المدبر، مع بذل الأسباب التي أمر الله بها.

مثال من عام 186هـ وحتى اليوم:

حجت زبيدة بنت جعفر بن المنصور زوجة هارون الرشيد في عام 186هـ، وشاهدت الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال رحلتهم؛ ومنها قلة موارد المياه في الطريق، مما يدفعهم لتحمل مشقة حَمْلِهِ أثناء ترحالهم، فأمرت بترتيب موارد للمياه تمتد من الكوفة إلى مكة، وأمرت بحفر قناة لجلب الماء من مناطق تساقط الأمطار في وادي النعمان إلى مكة، وهناك تتفرّع منها عدة قنوات لتصل إلى عرفة ومزدلفة، وبنيت أحوض حَجَرية ليشرب الحجاج منها يوم عرفة، وشقت قنوات للاستفادة من المياه المستخدمة لري البساتين القريبة، ولا تزال أجزاء من هذا الوقف باقية يستفيد منها الناس.