جاء الإسلام بعبادات شملت القلب والبدن والمال، وفتح سبل الخير لأتباعه في اتجاهات عديدة، ومنها فتح مسارات مالية تعود بالنفع على الفرد والمجتمع والدولة، بعضها أركان وواجبات عامة أو خاصة مثل الزكاة والكفارات والنذور، ومنها مسارات تطوعية خالصة مثل الصدقات والأوقاف، فالمسلم الذي يتنازل عن جزء من أمواله طواعية يستشعر معاني الرحمة المبثوثة في الوحي الشريف، ويحرر ذاته من ضيق الفردية والأنانية، بنفع مجتمعه القريب والبعيد، مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى » )رواه البخاري(.
وسنلقي الضوء هنا على الأوقاف التي تسهم في رفد الاقتصاد؛ لما تقدمه من فرص استثمارية وتشغيلية وخدمات إغاثية، بل تذهب إلى أبعد من ذلك وتشارك في ترسيخ معاني التكافل والتكاتف في المجتمعات الإسلامية، ولها دور أساسي في مكافحة الفقر والقضاء عليه أو التخفيف منه. لذلك يخطط استثمار المستقبل إلى أن يكون هذا الإصدار هو الأول ضمن سلسلة إصدارات تستشرف مستقبل الأوقاف في المملكة العربية السعودية؛ من خلال استطلاع آراء الخبراء والمختصين في القضايا ذات العلاقة بقطاع الأوقاف، من أجل تحقيق الأهداف التالية:

    1. تطوير البيئة التشريعية للأوقاف في المملكة العربية السعودية.
    2.  نشر آراء خبراء الأوقاف وتوصياتهم وتقريبها لمتخذي القرار في المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالأوقاف.
    3.  تعظيم منافع قطاع الأوقاف والعمل المجتمعي والخيري بناء على رؤية المملكة 2030 .
    4. فتح الباب لمزيد من البحوث والدراسات في هذا الحقل الخصيب.

ونظرًا لغياب البيانات الرقمية الدقيقة حول قطاع الأوقاف وحجمه وانتشاره ومدى إسهامه في التنمية، فسوف نعمد إلى استشراف المستقبل بالاعتماد على المتوافر من معلومات، مضافًا لها آراء الخبراء والعاملين في قطاع الأوقاف، ثم نعكس رؤيتهم في قالب يساعد صناع القرار ومتخذيه على
التفاعل الإيجابي مع الاحتمالات المتوقعة والمؤثرة في مسيرة القطاع الوقفي.
تعتمد منهجيتنا في تناول قضايا هذه السلسلة على إعداد ورقة عمل أولية للقضية محل الاستطلاع، ثم تُعرض على مجموعة تشمل مرجعيات وممارسين في العمل الوقفي، من نُظّار، وباحثين، وواقفين، وقضاة لتحديد ما إذا كانت القضية تمثل أولوية لدى صُنّاع القرار ومتخذيه في قطاع الأوقاف، ثم نبني قاعدة بيانات للخبراء في هذه القضية تحديدًا؛ ليكونوا الركيزة الأساسية في توليد الحلول والإستراتيجيات الأنسب في التعاطي معها.
وبعد ذلك نصوغ أسئلة الاستطلاع، ونُراجعها، ثم نُجري الاستطلاع وفق المنهجيات العلمية المتبعة لاستخدام أداة استطلاع الرأي، وعقب ذلك نُحلّل الآراء والاتجاهات، وصولً أخيرًا إلى نتائج الاستطلاع وتوصياته ووثيقته النهائية.
أفردنا في الإصدار الأول من هذه السلسلة الحديث عن مشكلة تعطّل الأوقاف، ولتكوين تصوّر شامل يوضّح أبعاد هذه المشكلة، قدّمنا خلاصة عن الأسباب التي تقف وراء تعطّل الأوقاف في المملكة العربية السعودية، والعقارات الوقفية الأكثر عرضة للتعطّل، وذلك بعد رصد آراء الخبراء وتحليلها، وتصنيف الحلول المقترحة لمواجهة التعطّل في القطاع الوقفي بناء على نوع الوقف وسبب تعطله.

الأوقاف المعطلة

لتصفح وتحميل الدراسة PDF

ولطلب نسخة ورقية مطبوعة من الدراسة يرجى تعبئة النموذج الاتي:

دراسة استطلاع آراء الخبراء في الأوقاف المعطلة
آخر تحديث للصفحة 2022/02/13

خيارات النشر

لتحميل هذا المقال بصيغة PDF أو Word أو طباعتة وذلك بانقر فوق أيقونة أدوات النشر